((قصه وعبره))..

قصه وعبره

جاء رجلٌ الى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكان الرجل معه ابنه وليس هناك فرق بين الابن وابيه ( متشابهان ) فقال أمير المؤمنين:
والله ما رأيت مثل هذا اليوم عجبا ما اشبه احد احداً انت وابنك الى ما اشبه الغراب الغراب ..فقال الرجل:


يا أمير المؤمنين كيف ولو عرفت ان امه ولدته وهي ميته؟
فغير أمير المؤمنين من جلسته وبدل من حالته وكان رضي الله عنه يحب من غرائب الاخبار فقال :
أخبرني .....


فقال الرجل:


كانت زوجتي أم هذا الغلام حاملا به ، فنويت السفر فمنعتني فلما وصلت الى الباب الحت علي ان لا أسافر وقالت :


كيف تتركني وانا حامل؟
فوضعت يدي على بطنها فقلت اللهم اني أستودعك غلامي هذا..
ومضيت وخرجت


قضيت في سفري ما شاء الله لي ان أقضي ثم عدتُ
وحين عودتي وجدتُ الباب مفقلا وأبناء عمومتي
يحيطون بي ويخبروني أن زوجتي قد ماتت..
فقلت : انا لله وانا اليه راجعون
فأخذوني ليطعموني عشاء قد أعدوه لي


وانا على العشاء فاذا بدخان يخرج من المقابر فقلت ما هذا الدخان قالوا هذا الدخان يخرج من قبر زوجتك منذ دفنها الى هذا اليوم


فقال الرجل والله اني أعلم خلق الله بها كانت صوامةً قوامةً عفيفه لا تقر منكراً وتأمر بالمعروف و لا يخزيها الله ابدا


فقام وتوجه الى المقبره ومعه أبناء عمومته
قال: فلما وصلت اليها يا أمير المؤمنين أخذت أحفر حتى وصلت اليها واذا
هي ميتة جالسة وابنها هذا حي عند قدميها وسمعتُ صوت منادي يقول:


يا من استودعت الله وديعة خذ وديعتك


قال العلماء لو انه استودع الأم لوجدها كما ودعها ولكن ليمضي قدر الله لم يجري الله اسم الأم ليودعها


.........


اللهم انا نستودعك ديننا يارب العالمين
فأرزقنا الثابت عليه حتى نلقاك
يا أرحم الراحمين